السويداء
يشكل قوس النصر أحد المعالم الأثرية المهمة لمدينة السويداء وهو من
الشواهد الحية على الحضارات التي تعاقبت على المدينة وجعلت منها متحفا
مفتوحا في الهواء الطلق.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن قوس النصر يعود إلى العصر النبطي في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي ويقود إليه شارع مستقيم يمتد من البوابة الغربية الأثرية لمدينة السويداء الواقعة إلى الغرب من دوار قصر النجمة باتجاه الشرق.
ويبيّن زين الدين أن القوس الواقع وسط مدينة السويداء جرى تحويله في الفترة البيزنطية في القرن الرابع الميلادي إلى قوس لكنيسة بيزنطية تعرف بالكنسية الصغرى، لافتا إلى أهمية هذا المعلم الأثري لإرتباطه ببوابات السويداء الأثرية التي ظهر منها حتى الآن البوابة الغربية.
وإلى الشرق من القوس تظهر مجموعة أعمدة أثرية يرجح أنها كانت تحمل قنوات المياه إلى معبد المياه غربا وقد بدأ الكشف على المعبد والأعمدة منذ عام 1994 حيث توجد في المنطقة نفسها مجموعة من الآثار القديمة المدفونة تحت الشارع المحوري وتحت البيوت الحجرية المنتشرة في المنطقة.
ويلفت زين الدين إلى أن تاريخ السكن في المدينة يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد حيث تقسم إلى ثلاثة أحياء وهي المدينة العليا التي تم خلال السنوات الماضية الكشف عن سورها وقلعتها وقصر الحاكم وعن عناصر سكنية كنعانية وآرامية في الجهة الشمالية الغربية منها والحي الشرقي الذي يعود إلى نهاية العصر الهلنستي ويتضمن المعبد النبطي والبركة الكبيرة المكشوفة “بركة الحج” والحي الجنوبي الذي يعود للفترة البيزنطية ويتضمن المسرح والكنيسة الصغرى والأوديون وكاتدرائية ومعبد آلهة المياه بالإضافة إلى وجود مجاري قنوات مائية مخربة أو مسقوفة ما زالت بحالة جيدة.
كما تشتهر مدينة السويداء بوجود أوابد أثرية رومانية عديدة تنتشر أيضا في كل أرجاء المحافظة وتتمثل في المعابد والقصور والأعمدة والمسارح والحمامات الرومانية والبوابات وخزانات وأقنية المياه الرومانية واليونانية والجسور والمساكن القديمة بالإضافة إلى مناطق أثرية كثيرة يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري الأول بدليل الكهوف والمواقع التي استوطن بها الإنسان القديم.
يشار إلى أن مدينة السويداء تتميز بمتحفها الذي يضم العديد من أوابد المحافظة الأثرية إلى جانب امتلاكها مقومات ثقافية وتاريخية تؤهلها لتكون ضمن خريطة السياحية الوطنية حيث المواقع المميزة والأوابد التي تروب فصولا من حضارة سورية الموغلة في القدم.
بناء المسرح بجوار معبد "آلهة المياه" يثير التساؤل، ولا يجد الإجابة المناسبة من قبل الباحثين في الآثار، وقد أوضح الباحث "خليل مقداد" في مجلة "الحوليات الأثرية العربية السورية" عن تلك العلاقة، ويقول: «يوجد ترابط بين هذا المسرح ومعبد "آلهة المياه"، وكان للموقع الطبيعي في هذا الاختيار دور رئيس، والسبب أن المعبد اختير ليكون محاذياً للوادي ولوجود جريان الماء الدائم، وما يلفت النظر عدم وجود أي بناء آخر يرتبط ارتباطاً مباشراً مع هذا المعبد سوى المسرح، فهل كان اختيار موقع المسرح في هذا البناء يرتبط مع الموقع الطبيعي الملائم لبناء أدراج المسرح، أم هناك سبب آخر؟ حيث نلاحظ ندرة المسارح التي أنشأتها الإمبراطورية الرومانية المرتبطة مع معبد "آلهة المياه"، وما يلفت النظر في تكوين مسرح "قنوات" الصغير وجهته، أن غالبية المسارح تأخذ اتجاه شمال - جنوب وتكون المنصة دائماً في اتجاه الشمال، باستثناء هذا المسرح حيث المنصة باتجاه الغرب، ومحاذية للوادي وأماكن المتفرجين تستند على السفح الشرقي».
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن قوس النصر يعود إلى العصر النبطي في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي ويقود إليه شارع مستقيم يمتد من البوابة الغربية الأثرية لمدينة السويداء الواقعة إلى الغرب من دوار قصر النجمة باتجاه الشرق.
ويبيّن زين الدين أن القوس الواقع وسط مدينة السويداء جرى تحويله في الفترة البيزنطية في القرن الرابع الميلادي إلى قوس لكنيسة بيزنطية تعرف بالكنسية الصغرى، لافتا إلى أهمية هذا المعلم الأثري لإرتباطه ببوابات السويداء الأثرية التي ظهر منها حتى الآن البوابة الغربية.
وإلى الشرق من القوس تظهر مجموعة أعمدة أثرية يرجح أنها كانت تحمل قنوات المياه إلى معبد المياه غربا وقد بدأ الكشف على المعبد والأعمدة منذ عام 1994 حيث توجد في المنطقة نفسها مجموعة من الآثار القديمة المدفونة تحت الشارع المحوري وتحت البيوت الحجرية المنتشرة في المنطقة.
ويلفت زين الدين إلى أن تاريخ السكن في المدينة يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد حيث تقسم إلى ثلاثة أحياء وهي المدينة العليا التي تم خلال السنوات الماضية الكشف عن سورها وقلعتها وقصر الحاكم وعن عناصر سكنية كنعانية وآرامية في الجهة الشمالية الغربية منها والحي الشرقي الذي يعود إلى نهاية العصر الهلنستي ويتضمن المعبد النبطي والبركة الكبيرة المكشوفة “بركة الحج” والحي الجنوبي الذي يعود للفترة البيزنطية ويتضمن المسرح والكنيسة الصغرى والأوديون وكاتدرائية ومعبد آلهة المياه بالإضافة إلى وجود مجاري قنوات مائية مخربة أو مسقوفة ما زالت بحالة جيدة.
كما تشتهر مدينة السويداء بوجود أوابد أثرية رومانية عديدة تنتشر أيضا في كل أرجاء المحافظة وتتمثل في المعابد والقصور والأعمدة والمسارح والحمامات الرومانية والبوابات وخزانات وأقنية المياه الرومانية واليونانية والجسور والمساكن القديمة بالإضافة إلى مناطق أثرية كثيرة يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري الأول بدليل الكهوف والمواقع التي استوطن بها الإنسان القديم.
يشار إلى أن مدينة السويداء تتميز بمتحفها الذي يضم العديد من أوابد المحافظة الأثرية إلى جانب امتلاكها مقومات ثقافية وتاريخية تؤهلها لتكون ضمن خريطة السياحية الوطنية حيث المواقع المميزة والأوابد التي تروب فصولا من حضارة سورية الموغلة في القدم.
مدير دائرة الآثار والمتاحف السابق "حسن حاطوم" تحدث عن موقع المسرح وتاريخ بنائه، ويقول: «يقع مسرح "قنوات" الصغير، (أو
الأوديون) على هضبة متاخمة لمعبد "آلهة المياه" في الوادي "الكبير"، وقد
قام البناؤون والعمال بحفر ونحت جزء منه بالصخر حتى أخذ الشكل المناسب،
بينما تم بناء درجاته في القسم الأوسط والأطراف، ولا تزال تسعة صفوف من
درجاته محفوظة بشكل جيد، وهو يعود في بنائه إلى النصف الثاني من القرن
الثالث الميلادي».
وتابع وصف هيكل المسرح، وترجمة الكتابة اليونانية على إحدى الدرجات البازلتية، ويقول: «لقد تُرك على جدار الصف الأول من الدرجات المحتفظة بشكلها مع قولبة القاعدة، كتابة يونانية محفورة بأحرف كبيرة تفيد ترجمتها مايلي: (بالحظ الجيد "ماركوس أولبيوس ليزياس بن إيكاروس" قام بتشييد بناء الأوديون على شكل مسرح بتكلفة عشرة آلاف قطعة نقدية بكل السرور والشجاعة)، ولمكان الجوقة شكل نصف دائري أبعاده (11.70 × 10.40) متراً، وأرضيته مبلطة بشكل مدهش من حجارة المنطقة، وواجهة المنصة مزينة بمحاريب متعاقبة بشكل مستطيل ونصف دائري، أما جسم المسرح فقد قسم إلى ثلاثة قطاعات بواسطة درجين، وهناك درجان آخران يقعان على أطراف النصف الدائري، وكذلك هناك ممرات بأقواس لكل من جهتي مكان الجوقة الشمالية والجنوبية».
أما الباحث الدكتور "علي أبو عساف" فقد تحدث عن مهمة المسرح وموقعه، ويقول: «لقد أقيم مسرح "قنوات" الصغير على ضفة الوادي وخارج أسوار المدينة، ومرد ذلك للحفاظ على جمالية العرض والاستماع إلى الموسيقا بعيداً عن الضجيج والأصوات، وقد أسندت صفوف ومقاعد المتفرجين على السفح، وبذلك رفعت الدرجات فوق بعضها بعضاً من غير حاجة إلى إنشاء قواعد تستند إليها، فتسوية السفح كانت كافية، ويصح أن نطلق على مسرح "قنوات" صالة موسيقية، وقد أطلق عليه الأهالي "الملعبة" (أي تصغير ملعب) فهو أصغر من الملاعب والمسارح المعروفة، وكانت العروض التي تقام فيه تقتصر على المسرحيات الخاصة لكتاب يونان ورومان وحفلات موسيقية خاصة مخصصة لطبقة معينة من الناس تتقن اللغة اليونانية، التي كتب الناس بها الكثير من وثائقهم في ذلك الزمن، ويدل على ذلك الكتابة اليونانية الموجودة في المسرح وفي كثير من الأوابد التي ما زالت باقية إلى الآن».
وتابع وصف هيكل المسرح، وترجمة الكتابة اليونانية على إحدى الدرجات البازلتية، ويقول: «لقد تُرك على جدار الصف الأول من الدرجات المحتفظة بشكلها مع قولبة القاعدة، كتابة يونانية محفورة بأحرف كبيرة تفيد ترجمتها مايلي: (بالحظ الجيد "ماركوس أولبيوس ليزياس بن إيكاروس" قام بتشييد بناء الأوديون على شكل مسرح بتكلفة عشرة آلاف قطعة نقدية بكل السرور والشجاعة)، ولمكان الجوقة شكل نصف دائري أبعاده (11.70 × 10.40) متراً، وأرضيته مبلطة بشكل مدهش من حجارة المنطقة، وواجهة المنصة مزينة بمحاريب متعاقبة بشكل مستطيل ونصف دائري، أما جسم المسرح فقد قسم إلى ثلاثة قطاعات بواسطة درجين، وهناك درجان آخران يقعان على أطراف النصف الدائري، وكذلك هناك ممرات بأقواس لكل من جهتي مكان الجوقة الشمالية والجنوبية».
أما الباحث الدكتور "علي أبو عساف" فقد تحدث عن مهمة المسرح وموقعه، ويقول: «لقد أقيم مسرح "قنوات" الصغير على ضفة الوادي وخارج أسوار المدينة، ومرد ذلك للحفاظ على جمالية العرض والاستماع إلى الموسيقا بعيداً عن الضجيج والأصوات، وقد أسندت صفوف ومقاعد المتفرجين على السفح، وبذلك رفعت الدرجات فوق بعضها بعضاً من غير حاجة إلى إنشاء قواعد تستند إليها، فتسوية السفح كانت كافية، ويصح أن نطلق على مسرح "قنوات" صالة موسيقية، وقد أطلق عليه الأهالي "الملعبة" (أي تصغير ملعب) فهو أصغر من الملاعب والمسارح المعروفة، وكانت العروض التي تقام فيه تقتصر على المسرحيات الخاصة لكتاب يونان ورومان وحفلات موسيقية خاصة مخصصة لطبقة معينة من الناس تتقن اللغة اليونانية، التي كتب الناس بها الكثير من وثائقهم في ذلك الزمن، ويدل على ذلك الكتابة اليونانية الموجودة في المسرح وفي كثير من الأوابد التي ما زالت باقية إلى الآن».
بناء المسرح بجوار معبد "آلهة المياه" يثير التساؤل، ولا يجد الإجابة المناسبة من قبل الباحثين في الآثار، وقد أوضح الباحث "خليل مقداد" في مجلة "الحوليات الأثرية العربية السورية" عن تلك العلاقة، ويقول: «يوجد ترابط بين هذا المسرح ومعبد "آلهة المياه"، وكان للموقع الطبيعي في هذا الاختيار دور رئيس، والسبب أن المعبد اختير ليكون محاذياً للوادي ولوجود جريان الماء الدائم، وما يلفت النظر عدم وجود أي بناء آخر يرتبط ارتباطاً مباشراً مع هذا المعبد سوى المسرح، فهل كان اختيار موقع المسرح في هذا البناء يرتبط مع الموقع الطبيعي الملائم لبناء أدراج المسرح، أم هناك سبب آخر؟ حيث نلاحظ ندرة المسارح التي أنشأتها الإمبراطورية الرومانية المرتبطة مع معبد "آلهة المياه"، وما يلفت النظر في تكوين مسرح "قنوات" الصغير وجهته، أن غالبية المسارح تأخذ اتجاه شمال - جنوب وتكون المنصة دائماً في اتجاه الشمال، باستثناء هذا المسرح حيث المنصة باتجاه الغرب، ومحاذية للوادي وأماكن المتفرجين تستند على السفح الشرقي».
تعليقات
إرسال تعليق