اللاذقية
تتميز
محافظة اللاذقية بغنى أرضها وجودة تربتها بالكنوز الأثرية التي خلفتها لنا
حضارات الأجداد التي مرت على هذه الأرض الطيبة المعطاء، وكانت في وقت من
الأوقات من أهم الحضارات القديمة التي سادت في عالم الشرق القديم.
وتتواجد
تلك الكنوز في عدد غير قليل من المواقع والأمكنة التاريخية المهمة
المكتشفة، مع عدد كبير من المواقع الأثرية غير المكتشفة التي لا تزال تنتظر
إرادة وجهود وإمكانات الجهات الأثرية المختصة للبدء بالتنقيب فيها
وتظهيرها واكتشافها وإعادة دفق الروح ونبض الحياة إليها، ومن ثم استثمارها
وتحويلها إلى صناعة سياحية حقيقية.
هذا وقد تم توثيق وتسجيل موقعين أساسيين من تلك المواقع المكتشفة في اللاذقية على لائحة (قائمة) التراث العالمي، وهما (مدينة أوغاريت الفينيقية-قلعة صلاح الدين الأيوبي الإسلامية)..
ويمكننا
أن نقدم هنا لمحة تاريخية وأثرية مبسطة وسريعة عن هذين الموقعين بالإضافة
إلى لمحة سريعة عن بعض المواقع والمعالم السياحية المهمة التي تتميز بها
محافظة اللاذقية:
- موقع تل رأس الشمرة- "مدينة أوغاريت الأثرية":
سمي
هذا الموقع بـ"رأس الشمرة" بسبب كثرة انتشار نبتة الشمرة ذات الرائحة
العطرة على رأس الهضبة التي تقع فيها مدينة أوغاريت، وعرفت المنطقة بهذا
الاسم منذ أكثر من 4000 سنة.. وأما اسم أوغاريت فقد اشتق اسمها من كلمة
"أوغارو" وتعني الحقل باللغة البابلية.
وتبعد
هذه المدينة الأثرية الخالدة حوالي 11 كم عن مركز مدينة اللاّذقية. وقد تم
بناؤها في الألف الثاني قبل الميلاد. وتبلغ مساحتها حوالي 36 هكتاراً (360
دونم)، وهي محاطة ببساتين وبيارات الحمضيات وأشجار الزيتون، وكان لها مرفأ
قريب منها شكّل –في وقت من الأوقات- حلقة ربط وجسر تواصل بينها وبين مختلف
دول وحضارات البحر المتوسط القديمة.
وتعد
هذه المدينة الخالدة -التي لا تزال آثارها المكتشفة حتى الآن شاهدة على
عظمتها وأهميتها الحضارية- من أهم الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم.
وهي أعطت العالم أبجديته المعروفة بالأبجدية الأوغاريتيّة. وبالإضافة إلى
ذلك، وُجِدَ في أوغاريت أوّلُ لحنٍ مُدوّن يعود للألف الثّانية ق.م الذي
أمكن الاطلاع عليه –وعلى غيره من المكتشفات- من خلال النصوص الكتابية التي
حفظت على ألواح الفخار، والتي أخبرتنا كذلك عن الملاحم والأساطير والرؤى
والمجمع الإلهي وطبيعة الحياة الفكرية والدينية ومجمل النشاطات الاقتصادية
والاجتماعية والعادات والأعراف التي كانت سائدة ذاك الوقت (منتصف الألف
الثاني قبل الميلاد) في أوغاريت ومحيطها.
أمّا أهم المناطق السياحية التّابعة لمحافظة اللاذقية، فهي:
- "صلنفة":
التي تبعد حوالي 50 كم إلى الشّرق عن مدينة اللاذقية، وترتفع عن سطح البحر
1200م وتُعَدّ من أجمل المَصايف السياحية في سورية، وتقع إلى الشرق منها
غابات ومحميات الشوح الطبيعية الجميلة (1350 هكتار).
- "كسب":
التي تبعد 65 كم شمال مدينة اللاذقية، ويتفاوت ارتفاعها بين 800-1200 متر
عن سطح البحر. وتنتشر فيها غابات الصنوبر والسنديان الضخمة مما حولها إلى
منتجع سياحي يقصده المصطافون للراحة والاستجمام في فصل الصيف حيث المناخ
المعتدل والهواء النقي المنعش.
- "رأس البسيط" والبدروسية:
ويقع على بعد 52 كم شمال اللاذقية في بقعة رائعة الجمال يتلاقى فيها الجبل
مع البحر، مما جعله مقصد السياحة الداخلية والخارجية في ظلال أحراج وغابات
الصنوبر والسنديان الممتدة من أعلى الجبل وحتى رمال الشاطئ.
بقي أن نشير هنا إلى وجود مصايف ومناطق سياحية جميلة ومهمة أخرى في
اللاذقية، منها غابات الفرلق، والشاطئ الأزرق، وبحيرة سد 16 تشرين، وسد
بللوران، وبلدة مشقيتا، وناحية سلمى، ومدينتي جبلة والقرداحة. وهي كلها
ترتبط مع بعضها البعض بشبكة طرق سريعة، ومخدّمة تخديماً مقبولاً، يحتاج إلى
تطوير كبير على مستوى التوسع ووضع الشارات المرورية، والحواجز الاسمنتية
وغيرها.
تعليقات
إرسال تعليق